Admin Admin
عدد المساهمات : 120 تاريخ التسجيل : 05/03/2009 العمر : 65
| موضوع: إن شانئك هو الابتر الجمعة مايو 15, 2009 3:01 pm | |
| [size=50][/size] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر)
من تأمل هذه الآية وطابق بينها وبين الواقع يرى أن هذه قاعدة ثابتة وهي : (من شنأ أبتر) هذه الآية في شأن من أبغض رسول - الله صلى الله عليه وسلم - أو شيأ مما جاء به ، فكل من أبغض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ،أو بعض ما جاء به من الأوامر والنواهي فهو أبتر أي : مقطوع لايتولد عنه خير البتة وعلى قدر بغضه لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - على قدر انقطاع الخير عنه وذلك كمن يبغض تطبيق شرع الله أو يرده بسبب هواه أو مذهبه.... وإذا قلبت النظر في أحوال الناس تجد ذلك واضحا إما بانقطاع الذكر الحسن أو انقطاع بر الأولاد أو قطع قلبه من أن يعي الخير أو قطع جوارحه عن الأعمال الصالحة أو عن تذوق حلاوتها إذا عملها ، وذلك بسبب كرهه لتعاليم الإسلام ،كمن يكره الصلاة ، أو يكره الصيام ،أو غيرها من الأركان ،أو يكره حجاب المرأة الذي أمر الله به ،أو يكره الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وغيرها مما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – في العقائد، والعبادات.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " فانه سبحانه وتعالى بتر شانيء رسوله من كل خير فبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة وبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزود فيها صالحا لمعاده، ويبتر قلبه فلا يعي الخير ولايؤهله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله، ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة ، ويبتره من الأنصار فلا يجد ناصرا ولاعونا، ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة فلا يذوق لها طعما ولا يجد لها حلاوة وان باشرها بظاهره فقلبه شارد عنها وهذا جزاء من شنا بعض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورده لأجل هواه، أو متبوعه، أو شيخه، أو أميره، أو كبيره "
وقال في موضع آخر :
" فالحذر الحذر أيها الرجل من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ترده لأجل هواك، أو انتصارا لمذهبك، أو لشيخك، أو لأجل اشتغالك بالشهوات، أو بالدنيا، فان الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله، والأخذ بما جاء به، بحيث لو خالف العبد جميع الخلق واتبع الرسول ماسأله الله عن مخالفة أحد فان من يطيع أو يطاع إنما يطاع تبعا للرسول وإلا لو أمر بخلاف ما أمر به الرسول ما أطيع فاعلم ذلك واسمع، وأطع واتبع، ولا تبتدع، تكن ابتر مردودا عليك عملك،بل لا خير في عمل ابتر من الإتباع ولا خير في عامله والله أعلم" | |
|